وكان الإخوان من المقاتلين المالكين لتنظيمات مسلحة تقاتل الأسد، بعد أن كانت حماس وإخوان الأردن ومن خلفهم التنظيم الدولي يصفون الأسد بأنه رمز المقاومة وقائد ما يسمى معسكر الممانعة.

ومرت السنوات والإخوان وحماس في عداء مع بشار، ومن خلفه خسروا تحالفهم مع إيران إلى ما قبل عام أو أقل، حينما تغيرت معادلة الأزمة السورية وأصبح استمرار نظام الأسد ممكنا، وأيضا تغيرت قيادة حماس وخسر الإخوان كل ما كان لديهم من أحلام وإجماع.

عادت حماس تطرق الأبواب الإيرانية وحتى السورية، وعدنا نرى في خطاب حماس مصطلح معسكر المقاومة، وشاهد الجميع قادة حماس، بخاصة القادمين من الجناح العسكري، يزورون طهران ويعيدون العلاقة مع حزب الله في لبنان، وهذا ما دفع أحد المسؤولين الإيرانيين قبل فترة لأن يتحدث عن عواصم النفوذ الإيراني أو ما سماه "العودة للإمبراطورية الفارسية"، ويضيف فلسطين إلى قائمة الساحات الخاضعة للنفوذ الفارسي بعدما عادت حماس إلى تحالفها القديم مع معسكر إيران وسوريا وحزب الله.

لكن المفارقة أنه في الوقت الذي تقف به حماس اليوم فيما يسمى معسكر الممانعة والمقاومة مع إيران ونظام الأسد، فإن الإخوان يقاتلون نظام الأسد سياسيا وعسكريا ويسعون لإسقاطه، وكلا الطرفين، حماس والإخوان، من بيت واحد، مع ضرورة الإشارة إلى أن من يقفون ضد نظام الأسد ليس فقط التنظيم السوري بل معظم تنظيمات الجماعة، وهو موقف لا ندري إلى أي وقت سيستمر.

من حق أي إنسان أن يسأل عن هذا التناقض، فإذا كان نظام الأسد ومعه إيران معسكر مقاومة، فهل يجوز للجماعة أن تقاتله؟ وإذا كان شريرا وعدوا للأمة فهل يجوز التحالف معه؟