إن الكتب التي قرأتها بصيغة PDF تفوق عدد مثيلتها الورقية، مع أني من جيل المطبوعات، لكن النقلة كانت مع اعتياد القراءة من على شاشة الحاسوب، بالإضاءة المنخفضة وحجم الكلمات الكبير والمريح للنظر. لازمني هذا الطبع مع الانتقال إلى الهواتف الذكية والحواسب اللوحية، وهو اعتراف من تجربة شخصية بما ندين به لهذا المخترع ومن معه، بمستوى الاستخدام البسيط.

عصفت سائر برمجيات شركة أدوبي بعالم الأعمال البصرية الثابتة والمتحركة، بواسطة برمجياتها الشهيرة التي حولت مجال المونتاج والتعديل إلى حرفة رقمية بالكامل، فاستحق أكثر من 22 ألف موظف في هذه الشركة ما تدره من ربح صاف يقارب الـ3 مليارات سنويا. هذه الشركة الكبرى في مجالها، مثل مشاهير الأسماء في وادي السيليكون، مايكروسوفت وآبل، بدأت من مرآب سيارة الشريك المؤسس الآخر جون وارنوك.

سيطرت الشركة على برمجية نمط العرض (لغة تكوين الصفحات) Flash، التي طغت في استحواذها على برمجة المتصفحين ومواقع الإنترنت منذ نشأته التجارية في عام 1995. ولم يتمكن الإنترنت من التحرر منها إلا بعد عام 2011 عندما ظهر نمط HTML 5 الأسهل استجابة والأنسب لمختلف الأجهزة، واستغرق انتشاره والتحول إليه عدة سنوات، في طفرة قادها أبو الإنترنت تيم بيرنرز-لي من خلال كونسورتيوم الشبكة العالمية.

يحسب للراحل ترغيبه للطلبة والباحثين في الاطلاع والنشر، بتسهيله لعملية النشر الإلكتروني، والمعالجة المستساغة والجذابة للمنشورات، والتعجيل بإصدار وتعميم المنشورات بواسطة ملفات سريعة التنزيل، ولا عزاء لشركات الأخشاب والورق والمطابع وموزعي الصحف الورقية. على هذا الإرث من الإنجازات وجب التأبين والشكر الجزيل.