فهل يمكن تأجيل أو إلغاء الانتخابات الأمريكية المقررة يوم ٣ نوفمبر القادم، وهل يستطيع ترمب البقاء رئيسا، بعد انتهاء فترته الرئاسية ؟!"، وقبل أن أجيب، أود التذكير بأن بعض الولايات الأمريكية أجّلت الانتخابات التمهيدية بسبب الأوضاع الحالية، وهي ولايات جورجيا وكنتاكي ولويزيانا وميريلاند لمدة شهر، فهل لو استمر الوباء، يستطيع الرئيس ترمب إعلان حالة الطوارئ وتأجيل الانتخابات، فخصوم ترمب يعتقدون أنه قد يفعل ذلك، إذا شعر بأنه قد يخسر الانتخابات!.

يجمع خبراء القانون على أن الرئيس لا يملك صلاحية تأجيل أو إلغاء الانتخابات، وقد سبق أن تم طرح ذلك ونقاشه بعيد أحداث سبتمبر ٢٠٠١، وتوصل الجميع إلى ذات النتيجة، فالدستور الأمريكي ينص على أن الرئيس لا يمكن له البقاء في منصبه بعد نهاية فترته الرئاسية، ما لم تتم إعادة انتخابه، وفي حال تعذّر إقامة الانتخابات، فإن الرئيس يغادر البيت الأبيض مع نائبه، ويتم تطبيق :" القواعد الدستورية للخلافة"، فالذي يخلف الرئيس - حسب هذه القواعد -  هو رئيس مجلس النواب ، حاليا الديمقراطية نانسي بيلوسي، وفي حال تعذّر ذلك، يكون خليفة الرئيس هو نائب رئيس مجلس الشيوخ، حاليا السيناتور الجمهوري، تشارلز قراسلي، وفي حال تعذر ذلك، يكون خليفة الرئيس هو وزير الخارجية، حاليا مايك بومبيو، ويستمر التدرج، وهنا يشير الخبير المختص بقانون الانتخابات، ريك هاسين، إلى أن التعديل العشرين على الدستور ينص على أنه إذا تعذرت الانتخابات، فإنه يجب تطبيق قانون القواعد الدستورية للخلافة.

الدستور الأمريكي ينص على أن الانتخابات تقام يوم الثلاثاء، الذي يعقب أول يوم اثنين من شهر نوفمبر كل أربع سنوات، وبإمكان الكونجرس، وليس الرئيس، تأجيل الانتخابات لعدة أسابيع، شريطة أن لا يتيح ذلك للرئيس البقاء في منصبه أكثر من فترته الرئاسية، أي ٤ سنوات، وما دام الحال كذلك، وفي حال استمر وباء كورونا وتداعياته، فإنه من الممكن أن تتم الانتخابات في موعدها، ويكون التصويت عن بعد، أي عن طريق البريد أو الوسائل التكنولوجية الأخرى، فولاية كاليفورنيا قد استعدت وأصدرت قانونا يسمح بذلك، ولكن هناك ١٣ ولاية على الأقل تفرض أن يكون التصويت بالحضور الشخصي، ولا تسمح  بالتصويت عن بعد إلا في حالات الضرورة القصوى مثل المرض، ولذا هناك مناشدات حاليا لهذه الولايات بأن تسعى لتغيير قوانينها أسوة بولاية كاليفورنيا، لتسمح بالتصويت عن بعد، فالمؤكد هو أن قضية الانتخابات والتعامل معها في ظل هذا الوباء العالمي حاضرة بقوة، والجدل حولها مستمرا، فلننتظر ما يحدث!.