قال رئيس شركة بوينغ العالمية، بريندان نيلسون إن الشركة تمر حاليًا بأوقات مليئة بالتحديات، مؤكدا أنه متفائل بقدرة الشركة على عبور هذه التحديات، "لأن بوينغ واحدة من أعظم الشركات في العالم"، حسب تعبيره.
وأضاف نيلسون خلال مقابلة مع "سكاي نيوز عربية" في برنامج "بيزنس مع لبنى"، أن الشركة تعرضت لتحديين جوهريين خلال الفترة الماضية، بسبب فترة الوباء العالمي، ومن ثم توقف طائرات "737 ماكس" عن التحليق.
ولمواجهة هذه التحديات، قال رئيس "بوينغ" العالمية إن الشركة أدخلت تغييرات كبيرة في القوى العاملة، كما أجرت تغييرات في مجلس الإدارة، وقدمت نظام إدارة السلامة، والذي تعتبره الصناعة والجهات التنظيمية نظاما عالميا لإدارة الجودة.
"لا يسعني إلا أن أقول لك إننا شعرنا بخيبة أمل شديدة للغاية إزاء الأحداث التي تعرضت لها شركة طيران آلاسكا. في الواقع، من العدل أن نقول إنه كان من المحزن بالنسبة لنا مجرد معرفة حدوث المشكلة. نتيجة لذلك، أبطأنا إنتاجنا على خط إنتاج طائرات 737 ماكس للتأكد من أننا نفعل ذلك بشكل صحيح"، بحسب نيلسون.
وأشار نيلسون إلى أن الشركة كانت لديها مشكلات "تتعلق بالجودة وليس بالسلامة"، كما أن لدى الشركة مشكلات تتعلق بالجودة مع بعض خطوط الإنتاج الأخرى مثل "طائرات 787"، موضحا أنه بحلول نهاية هذا العام "سيكون لدى بوينغ ما يسمى بمصنعي الظل الذين يعملون على تصحيح مشكلات الجودة في بعض طائراتنا التي تم الانتهاء منها".
"في كل ثانية تقريبًا من كل يوم في مكان ما من العالم تهبط أو تقلع طائرة بوينغ. أنا واثق تمامًا من سلامة طائراتنا"، بحسب نيلسون.
وفي يناير الماضي، أقرّ ديف كالهون، الرئيس التنفيذي لشركة "بوينغ"، بمسؤولية شركته العملاقة في مجال صناعة الطيران عن الحادث الذي تعرّضت له رحلة "ألاسكا إيرلاينز"، متعهّداً "كامل الشفافية" في هذا الملف.
وقال كالهون خلال اجتماع في مصنع لبوينغ في رينتون بولاية واشنطن آنذاك: "سنتعامل مع هذه القضية بدءاً بإقرارنا بخطئنا".
واضطرت طائرة "بوينغ 737 ماكس 9" تشغّلها شركة "آلاسكا إيرلاينز" للقيام بهبوط اضطراري بعد انفصال جزء من أحد الأبواب خلال رحلة من بورتلاند في ولاية أوريغن إلى أونتاريو في جنوب كاليفورنيا.
دولة الإمارات و"بوينغ"
قال رئيس شركة بوينغ العالمية، بريندان نيلسون إن دولة الإمارات بكل المقاييس "هي إحدى الدول الرائدة في العالم"، بحسب تعبيره، مشيرا إلى "بوينغ" تتمتع بعلاقة مع دولة الإمارات منذ 46 عاماً.
وأضاف نيلسون أن لدى "بوينغ" 300 طائرة في دولة الإمارات وهناك حوالي 280 طائرة من طراز "بوينغ" تابعة لشركات الطيران الإماراتية.
وأضاف: "لدينا حوالي 420 طائرة في دفاتر طلباتنا لذا فهذه شراكة مهمة للغاية بالنسبة لنا لا سيما أننا نستثمر أيضًا في برامج مركز العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات".
وأشار رئيس شركة "بوينغ" إلى أن أحد المجالات التي تقودها دولة الإمارات هو تطوير التنقل الجوي الحضري والتنقل الذاتي، "ولذلك فإن أحد شركاتنا المشتركة تعمل على تطوير التكنولوجيا التي تسمح بالتفاعل بين المركبات المأهولة وغير المأهولة في المجالات الجوية".
مستقبل "بوينغ"
حول مستقبل شركة "بوينغ"، قال بريندان نيلسون إنه خلال فترة العامين المقبلين ستشهد الشركة أولاً تعيين رئيس تنفيذي جديد، كما ستشهد أيضا بعض التغييرات في مجلس الإدارة، تبشر بوصول رئيس جديد إلى مجلس الإدارة، بحسب تعبيره.
وأضاف: "أنا واثق جدًا من أن خطوط الإنتاج لدينا ستعمل بكامل طاقتها ضمن قيود السلامة والجودة. لن نجري وراء معدل الإنتاج على حساب السلامة أو الجودة، لكنني واثق من أننا سنكون في وضع أقوى بكثير مما نحن عليه في الوقت الحالي".
وأكد نيلسون: "السلامة والجودة أولا. وفي كل يوم، يصعد الناس في جميع أنحاء العالم باستمرار على متن طائرة بوينغ وأنا واحد منهم. السلامة والجودة، هذا هو الأمر الأهم".